ساعة مكة المكرمة
للوقت في حياة المسلمين أهمية كبرى؛ فأربعة من أركان الإسلام الخمسة يضبطها الوقت (الصلاة، والزكاة والصوم، والحج)، وترمز الساعة إلى الانضباط والإنتاجية لذا فليس من المستغرب أن تبنى ساعة مكة المكرمة، التي تعد أكبر ساعة في العالم، بجوار أكبر مسجد في المعمورة ، وعلى أطهر بقعة على الأرض وأول بيت وضع للناس.
وتعد ساعة مكة المكرمة تحفة معمارية فريدة، سخرت لها أفضل القدرات الهندسية في العالم لوضع تصاميمها، ونفذت بأيدي أمهر الصناع، حتى باتت على صورتها الحالية.
ونظرا لارتفاع الساعة وضخامتها، فإنه من السهل مشاهدتها من أي مكان في مكة المكرمة، أو من الطرق المؤدية إلى مداخل مدينة مكة المكرمة من مختلف الجهات.
وتتكون الساعة من أربع واجهات، ركبت على جدرانها مخارج ضوئية من الليزر، تصدر شعاعاً ضوئياً في المناسبات المختلفة، كالعيدين ورمضان، وإشارات ضوئية وقت الأذان، كما أن للساعة نظام حماية متكاملا ضد العوامل الطبيعية من أتربة ورياح وأمطار.
وتولد الطاقة الكهربائية لتشغيل محركات الساعة بالاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية، كما ترتبط الساعة بالشبكة الكهربائية العامة لمكة المكرمة، لتزويدها بطاقة كهربائية إضافية،
ولكل واجهة من واجهات الساعة الأربع محرك خاص بها، مع وجود تطابق في الوقت بينها، يربطها توقيت مكة المكرمة، الذي يأخذ معلوماته من خمس ساعات ذرية عالية الدقة، تشكل الجزء الأساس من مركز توقيت مكة المكرمة.
وتمثل كل واجهة من واجهات الساعة الأربع مربعاً طول ضلعه 43 متراً، ويبلغ ارتفاع برج الساعة حوالي 250 متراً، تم بناؤه على قمة البرج رقم (5) من مشروع وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين، الذي يبلغ ارتفاعه 350 متراً فوق سطح الأرض، ليصل إجمالي ارتفاع ساعة مكة المكرمة إلى 600 متر فوق سطح الأرض
وغطيت الساعة الفريدة بأكثر من 98 مليون قطعة من الفسيفساء الزجاجية الملونة، إضافة إلى أكثر من مليوني وحدة ضوئية من نوع LED للإضاءة مع تغطيتها بـ 43 الف متر مربع من الألياف الكربونية المطورة.
ويشغل كلاً من عقربي الساعات والدقائق محركان منفصلان، ضمن وحدة تشغيل تزن أكثر من 21 طنا، مما يجعلها أكبر وأثقل وحدة تشغيل لساعة على الإطلاق وتدير الساعة أربع وحدات تشغيل، لكل وجه وحدة منفصلة، بحيث تستقبل الأربع وحدات الإشارة نفسها في الوقت نفسه، حسب أحدث نظام ذري في العالم.
كما يعد الهلال الموجود على قمة الساعة الأكبر في العالم، حيث يبلغ قطره 23 متراً، كما يبلغ طول حرف الألف الموجود في كلمة "الله أكبر" في أعلى الساعة أكثر من 23 متراً.
يتم رفع الأذان من أعلى ساعة بواسطة أقوى نظام صوتي من نوعه على الإطلاق وتضاء أثناء الأذان 21 ألف وحدة ضوئية باللونين الأبيض والأخضر لتعزيز الرؤية في جميع أنحاء مكة المكرمة، حيث تتم إضاءة 24 عمودًا متحركًا، و800 عمود ثابت.