40 مصاباً في مصادمات بين الجيش وعمال مضربين بالإسماعيلية في مصر

العمال قطعوا طريقاً رئيسياً يربط المدينة بالقاهرة
40 مصاباً في مصادمات بين الجيش وعمال مضربين بالإسماعيلية في مصر

القاهرة - مصطفى سليمان

أصيب عشرات الأشخاص في مصادمات وقعت اليوم الثلاثاء بين عمّال مضربين عن العمل في مدينة الإسماعيلية المصرية (شرق القاهرة) ووحدات من الشرطة العسكرية والأمن المركزي، بعد قطع العمال المضربين أحد الطرق الرئيسية وتصدى قوات الجيش والشرطة لهم.

حاصرت قوات الشرطة والجيش حدود المنطقة الصناعية في الإسماعيلية ومنعت الدخول والخروج من المكان تحسبا لأي تطورات ومنعا لأي تصعيد من جانب العمال الذين ما زالوا معتصمين احتجاجا على سوء أوضاعهم الاقتصادية.

وذكر شهود عيان أن عدد المصابين وصل إلى 40 مصابا بينهم جنديان بعد اشتباكات بين العمال والشرطة العسكرية بسبب محاولة الشرطة فض الاعتصام عبر إطلاق أعيرة نارية بكثافة في الهواء.

وبدأ المسؤولون بالمنطقة الحرة بالإسماعيلية والحاكم العسكري ومسؤولي القوى العاملة التفاوض مع العمال في محاولة لفض الاحتجاج منذ ظهيرة اليوم إلا أن الاعتصام مازال قائما.

كانت وقائع الصدامات قد بدأت منذ أمس حينما تجمع آلاف العمال في المنطقة الصناعية الرئيسية حيث يوجد بها أكبر تكتل عمالي من مصانع الملابس الجاهزة والصناعات الجلدية. واندلعت الاشتباكات بين العمال والشرطة العسكرية أثناء محاولة الشرطة إنهاء قطع طريق الإسماعيلية/ القاهرة لأكثر من 6 ساعات.

وتسبب التراشق بالحجارة بين الجانبين في وقوع الإصابات وهي عبارة عن جروح قطعية وتم نقل المصابين إلى المستشفى للعلاج.

ووقعت الاشتباكات عندما حاول نحو 5 آلاف عامل على الأقل من عمال الشركات المحتجين الخروج من بوابة المنطقة للاعتصام على طريق الإسماعيلية/ القاهرة إلا أن الشرطة العسكرية التي تواجدت داخل المنطقة الحرة تصدت لهم وبدأت في إطلاق الرصاص بكثافة في الهواء في محاولة لتفريق العمال المحتجين ومنع خروجهم، مما دفع العمال إلى رشقهم بالحجارة.

وقال شهود عيان "إن الشرطة المدنية كانت متواجدة بجوار الشرطة العسكرية منذ أمس لمطاردة بعض الخارجين على القانون في ذلك الوقت مما أوحى بأن الشرطة تعتدي على المتظاهرين".
أزمات عمالية قديمة

وتشهد محافظة الإسماعيلية منذ يوم 8 يوليو/تموز الجاري عدداً من الاعتصامات والاحتجاجات تضامنا مع ثوار ميدان التحرير بالقاهرة.

ويقول الصحافي سمير الحسن من سكان المحافظة لـ "العربية نت" "إن هناك اعتصاما للعاملين بمرفق الإسعاف واعتصاما آخر للصيادين وثالثا في المنطقة الصناعية أما الاعتصام الرئيس فهو في ميدان الممر حيث يعتصم ثوار الإسماعيلية تضامنا مع ثوار التحرير.

ويضيف "إن العمال يعانون مضايقات وأزمات مادية ووظيفية منذ عهود 3 محافظين سابقين ولكنها ازدادت مع فعاليات الثورة المصرية، حيث يتم إجبار العمال في بعض المصانع على توقيعهم على استقالات لحرمانهم من حقوقهم التأمينية والمادية حتى يتم الاستغناء عنهم في أي وقت ودون أي مساءلة قانونية لأصحاب المصانع، كما يعاني العمال من توافد العمالة الخارجية.

ويطالب العمال المحتجين بضرورة منحهم الحد الأدنى للأجور وهو 1200 جنيه، وتخفيض أعداد العمالة الأجنبية بالمنطقة القادمين من الهند وباكستان وسيرلانكا وتوفير تأمين صحي شامل لهم، وتحسين معاملتهم من جانب المستثمرين الأجانب، وأن يكون التأمين عليهم على أساس الأجر الشامل وليس الأساسي وتثبيت العمالة المؤقتة.

وتعمل معظم مشروعات المنطقة التي تقوم بتصدير إنتاجها للخارج في صناعة الملابس الجاهزة.